هذه هي لحظات من لحظات بكاء القلب و خشوعه لحظات ربما لم نعتاد عليها فدائما ما تبكي العين . متي تذكرنا بكاء القلب فنتذكر انه لا يبكي سوي لمؤثر قد اهتز له بعنف لشىء لمس اوتاره الشديدة الحساسية ، لعل صوت جبريل واحدا من الاصوات التى تداعب اوتار القلوب و ربما يصحو القلب الغافل من غفلته اعتدت انا وزميلاتي منذ المرحلة الثانوية ان نتجمع في يوم ليلة القدر و ليلة ختم القران للصلاة بصحبة الشيخ محمد جبريل بجامع عمرو بن العاص و اعتدت ايضا ان امر عليهن عقب الانتهاء من الافطار وصلاة المغرب و اقوم بالنداء على رشا صديقتي التي تعشق التاخير بصفة مستمرة و مع الوقت اصبح التاخير شىء ننتظره و نسعد به جدا لما ياتي بعده من لحظات نسرع فيها و نحن نلتفت الى الوراء لرؤيه جموع الوافدين لاداء الصلاة . قبل الافطار يزدحم الطريق المؤدي الى جامع عمرو بن العاص حيث يفضل الكثيرون تناول الافطار و اداء صلاة المغرب، هناك فعلناها مرة واحدة و قد كانت تجربة ممتعة للغاية قبل
المغرب قمنا جمبعا بقراءة جزء من القران ثم قمنا بالاستماع الى درس من دروس الشيخة سميرة عن معاملة الام و الحموات بصفة خاصة و قد قصت علينا قصة لا انساها عن الرجل الذي كانت والدته و حماته يسكنون معه و و كانت زوجته تسىء معاملة امه و في يوم قررت طردها و قام الابن بترك امه بالصحراء فاتاها هاتف قال لها ما هذا الذي انتي فيه : قالت له انه خيرا و كل الخيرفقام ببناء قصر لها و اعطاها من الخير ما تشتهية النفس.و عندما علمت الزوجة طلبت من الزوج ان يذهب بامها مثلما ذهب بامه الى هذا المكان و عندما اتاها الهاتف و سالها نفس السؤال اجابته ان بن ما هي فيه شر لاتقوي عليه فتركها لعملها و قد اكلتها ذئاب الصحراء و عندما ذهب الزوج لزيارتها قد وجد بقايا جسدها و عظام فجمعهم و ذهب الى زوجته و قال هذا جزاء من جنس العمل و هذا هو دعاء امي فدعوة الام على ابنها قد يمنعها حاجز ام دعوتها على زوجة ابنها لا يمنعها أي شىء فعليكي ان تحسني معاملتها ... صورة نراها في هذا اليوم دائما
هي صورة لجموع المسلمين التى تملا ساحات مسجد عمرو بن العاص و لم يتوقف الامر الى ذلك بل اتكتمل صفوف المصلين لتشمل شارع جامع عمرو بن العاص و شارع الكنائس و شارع سوق المسلمة و كافة الشوارع الجانبية و اعلي الرصيف و في طرقات المحلات يجلس البعض لاداء الصلاة و اسف المنازل تجمع هائل من البشر ممن يسعون الى باب الرحمن .
رايتها انها دموع القلب الذي يبكي ندما و حزنا على ما ارتكب ساعات في رحاب الرحمن مع صوت يذكر القلب بما فعله يقلب عليك حياتك يجعلك تقف امام حقيقة نفسك حقيقة عمرها عام ،في كل عام يفتح جبريل سجل القلب ليجعلنا نبكي على ما به وما خسرناه في ليالي كثيرة، نبكي على صوت ياتي من اعماق النفس ليذكرنا كم كان ربنا رحيما بنا و كم سترنا و كم غفرلنا و تاب علينا .....ساعات تمر و نحن بين يدي الله و في هذه اللحظات بالتحديد ياخذ العقل في كتابة صفحات من الالتزامات التى سيسعي لتحقيقها و ينوي ان يسامح و يصفح و يتعامل بالحسني الى ان تنتهي لحظات الخشوع هذه و الى ان يختم جبريل دعائه بتكبيراته لاستكمال الصلاة و انهاءها و مع هذه اللحظة يذوب مفعول كلماته لينشغل الجميع بمحاولة القفز فوق من اماهه للوصول الى اول الشارع و ينقسم الناس الى شعب كثيرة منهم من يلتفت الى شراء مستلزمات البيت من مفارش و وزهور زينة ومنهم من يلفت الى رحلة التسوق بداخل السوبر ماركت الشهير بنفس الشارع ومنهم من يذهب لشراء لعب الاطفال و البلونات و اخر فريق ينشغل باقتناء شرائط جبريل و يتحول التجمع الديني الى تجمع تجاري كبير بينما تستمع الى اصوات شجار و سب و الى ما شابة ذلك . تتبخر الوعود و الامنيات و تتبخر الدموع لدي البعض لتتحول الى حديث يفتخر به البعض مرددين لقد بكينا بكاء حار لعل البعض قد بكي حاله فنسي غرض جبريل و ربما اكتشف جبريل نفسه حقيقة عددا من القلوب فبكي عليهم و ابكانا ايضا و لعله بكا حال المسلمين فابكانا على انفسنا هل ادركنا ذلك ؟. ليت النفس تبكي على حالها كما بكينا بالامس و لتستمر بكاء الخشوع و الخوف من الله باقية
ليلة قدر متقبلة الدعاء للجميع
همسه